ايد بايد لبناء اجيال المستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني

اذهب الى الأسفل

دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني Empty دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني

مُساهمة  الطالب محمد جنوب الجمعة مايو 27, 2011 5:18 pm

دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة



دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني 631



دعوة كريمة من سيادة الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف، شارك قداسة سيدنا البطريرك المعظم موران مور إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى في فعاليات المؤتمر الذي تقيمه وزارة الأوقاف بعنوان: دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة، وذلك بمشاركة وفود من الدول العربية والإسلامية في قصر المؤتمرات بدمشق، .

وتناول المؤتمر عددا من المحاور الهامة منها توصيف وتحليل الوضع العالمي سياسياً واقتصادياً والتباحث حول مسؤولية علماء الأمة في ترشيد الخطاب الديني ودراسة أثره على الأمن المجتمعي وتحديد أهم ملامج الخطاب الديني الصحيح وعرض الخطوات العلمية في ضبط هذا الخطاب.

وبهذه المناسبة كانت الكلمة الأولى لقداسة سيدنا البطريرك المعظم، وإليك نصها:

سيادة الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف المحترم،
أصحاب السماحة والفضيلة والسيادة.
أيها الحفل الكريم:

يطيب لنا أن نلبي دعوة سيادة السيد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، للمشاركة في هذا المؤتمر العربي الوطني، المُنعقد تحت شعار: (دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة). وباسم رؤساء الطوائف المسيحية في سورية، نشكر سيادته على دعوته اللطيفة، متمنين للمؤتمر النجاح والتوفيق.

بدايةً نشكر الله تعالى الذي أنار أبصارنا لندرك جيداً وبجدية، التحديات التي تواجهنا، مسلمين ومسيحيين، هذه التحديات التي أوجدها أعداء الخير والإنسانية، وضرورة مواجهتها بالإيمان بالله تعالى، وبثقتنا بأنفسنا ومحافظتنا على وحدتنا الوطنية، وهذه الوحدة الوطنية ليست أمراً غريباً عن بلادنا وشعبنا، بل تعود إلى فجر الإسلام وهي مستمرة حتى اليوم، قانونَ حياةٍ، وتراثاً للأجيال، وواقعاً يَسِمُ حياتنا اليومية والوطنية، ومهما تقلّب الزمن وتبدلت الأحوال، سنظل معاً يداً بيد، نحمي وطننا الغالي، ونصون وحدة شعبنا الأصيل، حول معتقداته وقيمه الوطنية والقومية. فعندما ظهر الإسلام، فتح السوريون أبواب سوريا أمام إخوتهم المسلمين العرب، وتعاون المقيمون والقادمون على طرد المحتلين الظالمين الذين سفكوا دماء المسلمين والمسيحيين. كما تعاونا أيضاً عبر الدهور والأجيال في نشر حضارتنا العربية، ولا يوجد في العالم من يستطيع إنكار دور الحضارة العربية التي ساهمت في تقدم العالم وإزدهاره، وقد نشرها المسلمون والمسيحيون معاً في العالم أجمع.

والأخطار التي واجهناها في الماضي ونواجهها في أيامنا هذه استهدفت وتستهدف شعبنا كله، فهي لا تفرق بين مسلم ومسيحي، والتصدي لها وإحباطها يُجمع عليهما الشعب بكل طوائفه ومذاهبه، وقد انتصروا عليها بإيمانهم بالله تعالى وبوطنهم العربي العزيز، فكانوا مسيحيين ومسلمين كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً، ببث الوعي القومي وتوطيد الوحدة الوطنية.

وإننا نفتخر بوحدتنا الوطنية التي يعتزّ بها كل مواطن سوري في الوطن والمهجر، وبإرادتنا القوية وبتأييد من القائد التاريخي المغفور له الرئيس حافظ الأسد، تحوَّلت الوحدة الوطنية من حلم إلى حقيقة، حيث أرسى ـ رحمه الله ـ قواعد المواطنة الحقيقية، ليعيش الجميع على أرضٍ هي للجميع، والكلُّ متساوٍ في الحقوق والواجبات. فأعياد المسيحيين هي أيضاً أعياد للمسلمين، والعكس صحيح، فتمَّ فينا قول القديس بولس الرسول: «أعضاء كثيرة ولكن الجسد واحد، لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك، أو الرأس أيضاً للرجلين لا حاجة لي إليكما، بل بالأولى أعضاء الجسد التي تظهر أضعف هي ضرورية... فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه، وإن كان عضو واحد يكرّم فجميع الأعضاء تفرح معه».

وعندما تسلّم سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد دفّة القيادة، التفّ حوله جميع أبناء الوطن، إذ أعطى كل ذي حقٍ حقه دون تمييز بين مسلم ومسيحي، وتابع مسيرة التطوير والتحديث، وكافح الفساد وبثِّ السموم، وواجه بقيادته الحكيمة جميع أعداء الوطن في الداخل والخارج، وقال كلمته الرادعة في وجه أعداء الشعوب المتطلعة إلى فرض إرادتهم على الآخرين، ووضع يدهم على ثروات الشعوب، ودائماً كنا وسنبقى مسيحيين ومسلمين إلى جانبه لحماية سورية وتحقيق سيادتها ومصالحها الوطنية والقومية.

أيها السامعون الكرام:
ما أجمل أن يجتمع الإخوة معاً! ما أسمى أن يجلس القادة الروحيون، حول طاولة واحدة ليدرسوا معاً كل ما هو نافع ومفيد للدين والدنيا. وخيرٌ فَعلت وزارة الأوقاف إذ دعت لهذا المؤتمر إنطلاقاً من إيمانها بدور علماء الدين والدعاة في توجيه أبناء الله وإرشادهم إلى الحق وحثّهم على أعمال المحبة والرحمة التي لا يجوز أن تقتصر على الأخ والصديق والجار، بل يجب أن تتعدى ذلك، لتطال كل الناس أياً كانت مهنتهم ودينهم، على حدّ قول الرسول العربي الكريم: «لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه»، وهذا ما قصده الكتاب المقدس بقوله: «من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة، من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة».

مما لا ريب فيه أنّ للخطاب الديني دور هام في توعية المؤمنين بالاهتمام بحياتهم الروحية والاجتماعية والوطنية، ودفعهم إلى احترام الآخر إنطلاقاً من مبادئ الشريعة، على عكس ما تقوم به اليوم بعض وسائل الإعلام، فقد باعدت بين الشعوب وزادت في إبراز الفوارق وتعميق سوء الفهم، رغم أنها قربت المسافات.

إن الدين في سورية لهو ثقافةُ حياةٍ بكل جوانبها، وليس ديناً ينظّمُ العلاقة الفردية، بل يقرُّ بالتعدد والتنوع ويدعو إلى الحوار والقبول بالآخر، فصحيح أننا أتينا من أديان ومذاهب مختلفة لكن الوطن يوحدنا، ويجمعنا بكل فئاتنا، فلنسع جاهدين من خلال خطبنا وعظاتنا أن ندعو أبناءنا إلى محبة الله ومحبة القريب، والتمسك بالشرائع الإلهية ومحبة وطننا العزيز.
ختاماً نكرر شكرنا لسيادة وزير الأوقاف وللقيمين على هذا المؤتمر.
وشكر لكم جميعاً، والسلام.

وشارك أيضاً في إلقاء الكلمات كل من السادة: ‏الشيخ العلامة محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. ‏ غبطة البطريرك زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر الشرق للسريان الأرثوذكس. الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي- الدكتور عاكف آيدن نائب رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية الشيخ محمد حسن أختري - فضيلة الشيخ سليمان غانم الدكتور علي جمعة محمد مفتي الديار المصرية الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله الدكتور سيد أحمد موسوي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد عبد الله نظام- سماحة مفتي الجمهورية الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون – الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف.

هذا وقد رافق قداسة سيدنا البطريرك في هذا اللقاء أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المطران موسى الخوري المعاون البطريركي للروم الأرثوذكس والمطران مار فيلكسينوس متياس نايش المعاون البطريركي ومدير الكلية اللاهوتية والمطران مار ديونيسيوس جان قواق مدير الديوان البطريركي، وبعض الآباء الكهنة.


المصدر:
http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=631

الطالب محمد جنوب

عدد المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 27/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى