ايد بايد لبناء اجيال المستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فوضى الإعلام الفضائي العربي

اذهب الى الأسفل

فوضى الإعلام الفضائي العربي Empty فوضى الإعلام الفضائي العربي

مُساهمة  الطالبة بتول كوسا الأحد مايو 29, 2011 8:34 am

المتفق عليه هو أن الإعلام الفضائي العربي يعاني من مشاكل عديدة، وأن هناك أفراداً يشرفون على هذا الإعلام وهمهم الوحيد هو الربح، بغض النظر عن الوسيلة والطريقة للوصول إليه!

ومن هؤلاء من يجهل تماماً ماهية ومعنى المسؤولية الاجتماعية وخدمة المصلحة العامة والمشاهد وخدمة الحقيقة. انتقادات لاذعة توجه لما تبثه هذه الفضائيات التي تكاثرت كالفطر، لكن أين هو الحل؟

قبل هذه الوثيقة، كانت اللجنة الإعلامية في جامعة الدول العربية قد أصدرت ميثاق شرف للعمل الإعلامي العربي، لكنه لم يغير شيئاً، حيث إن مثل هذه المواثيق والوثائق تبقى في غالب الأحيان حبراً على ورق، دون آليات لتطبيقها ومعاقبة من يخالفها.

ردود الفعل على وثيقة تنظيم البث الفضائي جاءت متباينة، فمنهم من رأى أنها مجرد مبررات لتقييد حرية تداول المعلومات، وحصار وتقييد حق المواطن العربي في المعرفة القائمة على تنوع المصادر والآراء والرؤى والتحليلات. كما يرى بعض النقاد عودة الرقيب العربي المتمثل في الحكومات العربية ووزارات إعلامها، مدخلًا لمصادرة حرية الصحافة وحرية الرأي.

كما يرى نقاد الوثيقة خطورة فرض عقوبات صارمة على مخالفي مثل هذه النصوص الفضفاضة، والتي تصل إلى حد سحب ترخيص القناة الفضائية أو وقفها نهائياً أو لمدد محددة، وكذلك مصادرة الأجهزة والمعدات.

والسؤال هنا: أين القضاء وأين العدالة للبث في مثل هذه المخالفات؟ فإغلاق قنوات فضائية دون الرجوع إلى القانون، يعني اختراقاً للقانون وللنظام العام ولحق الفرد في الحصول على محاكمة عادلة.

هل اتفق العرب على أن يكون إعلامهم هابطاً متبرجاً منحلًا؟ أو أن يكون إعلاماً تحت رحمة الحكومات يهلل ويسبح باسم السلطة وأصحاب النفوذ؟

الا يستطيع هذا الإعلام أن يكون حراً نزيهاً مستقلاً، له رسالة شريفة ونبيلة وهي خدمة الكلمة الصادقة وخدمة المصلحة العامة، دون تهريج ولا تشويش ولا تجريح ولا تشهير ولا تدخل ولا تأثير، لا من سلطة السياسة ولا من سلطة المال؟

الا يستطيع هذا الإعلام أن يكون حراً من جشع المال من جهة، ومن سطوة الحكومات من جهة أخرى؟

مفوضية الإعلام العربي، مثلها مثل وثيقة تنظيم البث الفضائي، قد تشير إلى حنين لدى بعض العرب للعودة إلى الماضي، إلى أبواق النفاق وإلى التحكم في الإعلام ووسائله.

مشكلة الفضاء الإعلامي العربي أكثر بكثير من مفوضية للإعلام، أو وضع حزمة من قوانين ومواثيق شرف، بقدر ما تتمثل في ضمير الإنسان العربي، سواء كان حاكماً أو محكوماً.
فالحاكم يجب أن يقتنع أن حرية الرأي والفكر والتعبير هي مفتاح الإبداع والنجاح والتفوق، وأن الصراحة والشفافية والنقد والنقد الذاتي، هي خصال الشجعان والأبطال.

أما المحكوم أو الفرد في المجتمع فيجب أن يقوم بمسؤوليته على أحسن وجه. وصاحب المحطة الفضائية يجب أن يعي أن واجب محطته أن تكون مؤسسة اجتماعية، تصنع الفكر والذاكرة الجماعية للأمة وتشكل الرأي العام، وهي ليست فضاءً للإعلانات فقط وللمنتجات المعلبة الهابطة، وليست كذلك ماكينة تبيض ذهباً.

أما الفرد فيجب أن يلعب دوره من خلال المجتمع المدني بمكوناته المختلفة، لمراقبة الفضائيات الهابطة. والمجتمع المدني من واجبه وبإمكانه أن يقوم بدور المراقب لتجاوزات الفضائيات الهابطة، من خلال الندوات والمحاضرات وتوعية الجمهور، ليكون مسؤولاً ويدافع عن حقه في الحصول على المعلومة والرسالة الملتزمة والنقية من الشوائب، والتي لا تخدش الحياء ولا تخترق النسيج القيمي والأخلاقي للمجتمع.

فأين هي النقابات والاتحادات والجمعيات التي من شأنها أن تحمي المجتمع من التلوث الثقافي وانهيار القيم والأخلاق وبث السموم المتواصل، من فضائيات تدعي أنها مؤسسات إعلامية، وهي بعيدة كل البعد عن مهنة الإعلام ورسالته ومسؤولياته، بل مجرد مؤسسات تجري وراء الكسب المادي بمختلف الطرق والوسائل!

أين هي المسؤولية الاجتماعية في الإعلام العربي؟

وأين هي القيمة التي يضيفها كثير من الفضائيات العربية للمجتمع وللفرد؟

فوضى الإعلام الفضائي العربي مسؤولية المجتمع بكامله، ومن واجب الجميع كل حسب إمكانياته وطاقاته وموقعه، التصدي ومواجهة هذا الانفلات الأخلاقي والثقافي والقيمي، الذي يهدد النسيج الاجتماعي والثقافي والأخلاقي برمته.

أما وزراء الإعلام العرب، فالأجدر بهم التركيز على الاستثمار في تكوين وتدريب وتأهيل الإعلاميين والصحافيين والقائمين على المؤسسات الإعلامية، لتطوير المنتج الإعلامي والرسالة الإعلامية الهادفة والملتزمة.

ومن واجبهم كذلك الاستثمار في البنية التحتية الاتصالية، والاستثمار في الإنتاج الهادف والملتزم. أما فوضى الإعلام الفضائي العربي، فهي بحاجة إلى تنظيم، وإلى أخلاق وإلى ضمير مهني، وإلى مجتمع مدني مسؤول وفعال.

د.محمد قيراط

المصدر:
http://www.alskilbieh.com/modules.php?name=Forums&file=viewtopic&t=8895

الطالبة بتول كوسا

عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 13/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى